السبت، 28 فبراير 2015

مناجاة الذاكرين للإمام زين العابدين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي لَولا الواجِبُ مِن قَبولِ أمرِكَ لَنَزَّهتُكَ مِن ذِكري إيَّاكَ عَلى أنَّ ذِكري لَكَ بِقَدري لابِقَدرِكَ وَما عَسى أن يَبلُغَ مِقداري حَتّى أُجعَلَ مَحَلّاً لِتَقديسِكَ وَمِن أعظَمِ النِّعَمِ عَلَينا جَرَيانُ ذِكرِكَ عَلى ألسِنَتِنا وَإذنُكَ لَنا بِدُعائِكَ وَتَنزيهِكَ وَتَسبيحِكَ، إلهي فَألهِمنا ذِكرَكَ في الخَلاءِ وَالمَلاءِ وَاللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالإعلانِ وَالإسرارِ وَفي السَرَّاءِ وَالضَرَّاءِ وَآنِسنا بِالذِّكرِ الخَفيِّ وَاستَعمِلنا بِالعَمَلِ الزَّكيِّ وَالسَّعيِ المَرضيَ وَجازِنا بِالميزانِ الوَفيَّ، إلهي بِكَ هامَت القُلوبُ الوالِهَةُ وَعَلى مَعرِفَتِكَ جُمِعَتِ العُقولُ المُتَبايِنَةُ فَلا تَطمَئِنُّ القُلوبُ إلاّ بِذِكرِكَ وَلا تَسكُنُ النُّفوسُ إلاّ عِندَ رُؤياكَ، أنتَ المُسَبَّحُ في كُلِّ مَكانٍ وَالمَعبودُ في كُلِّ زَمانٍ وَالمَوجودُ في كُلِّ أوانٍ وَالمَدعوُّ بِكُلِّ لِسانٍ وَالمُعَظَّمُ في كُلِّ جَنانٍ، وَأستَغفِرُكَ مِن كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيرِ ذِكرِكَ وَمِن كُلِّ راحَةٍ بِغَيرِ أُنسِكَ وَمِن كُلِّ سُرورٍ بِغَيرِ قُربِكَ وَمِن كُلِّ شُغلٍ بِغَيرِ طاعَتِكَ. 
إلهي أنتَ قُلتَ وَقَولُكَ الحَقُّ: ياأيَّها الَّذينَ آمَنو اذكُروا الله ذِكراً كَثيراً وَسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأصيلاً، وَقُلتَ وَقَولُكَ الحَقُّ: فَاذكُروني أذكُركُم، فَأمَرتَنا بِذِكرِكَ وَوَعَدتَنا عَلَيهِ أن تَذكُرَنا تَشريفاً لَنا وَتَفخيماً وَإعظاماً ؛ وَها نَحنُ ذاكِروكَ كَما أمَرتَنا فَأنجِز لَنا ما وَعَدتَنا ياذاكِرَ الذَّاكِرينَ وَيا أرحَمَ الرَّاحِمينَ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق